وفي الأثناء، التقى فوسي رجلين يبنيان منزلاً. سأله أحدهما: “هل يمكننا أن نستخدم تلك العصا الغليظة التي بيدك؟”. لكن العصا كسرت لدى استعمالها، لأنها لم تكن قوية بالقدر الكافي لتستخدم في البناء.
صاح فوسي: “ماذا فعلتما؟ تلك العصا كانت هدية لأختي. لقد أعطاني إياها جامعا الفواكه اللذان كسرا البيضة التي كنا سوف نستخدمها لعمل كعكة لأختي بمناسبة زواجها. أما الآن، فلا بيضة ولا كعكة ولا هدية. ماذا ستقول أختي؟”
وبينما هو في طريقه إلى البيت، اعترضه مزارع ومعه بقرة. قالت البقرة: “هذا القش لذيذ، هل لي بقضمه منه؟” لكن القش كان حلو المذاق لدرجة أن البقرة التهمته كله.
صاح فوسي: “ماذا فعلت أيتها البقرة؟ ذاك القش كان هدية لأختي. أعطاني إياه البناءان بعد أن كسرا العصا التي تسلمتها من جامعيْ الفواكه الذيْنِ هشَّما البيضة التي كنا سنصنع بها كعكة لعرس أختي. لم يعد لي الآن لا بيضة ولا كعكة ولا هدية… ترى ماذا ستقول أختي؟”.
لكن، وبحلول وقت العشاء فرت البقرة هاربة ورجعت إلى المزارع الذي سلمها لفوسي. أضاع فوسي طريقه ووصل متأخراً جداً لحفل زفاف أخته، فقد وجد المدعوين بصدد تناول الطعام.
صاح فوسي: “ماذا عساي أن أفعل الآن؟ … لقد هربت البقرة، هدية العرس التي منحني إياه المزارع مقابل القش الذي سلمني إياه البناءان عندما كسرا العصا التي أعطاني إياها جامعا الفواكه بعد أن هشما البيضة التي كنا سنصنع بها كعكة زفاف أختي. أما الآن فلا بيضة ولا كعكة ولا هدية”.
فكرت أخت فوسي قليلاً ثم قالت: “أخي، لا تهمني الهدايا، ولا الكعكة. نحن هنا معا، وأنا سعيدة. اذهب الآن والبس ثيابك الجميلة وتعال، نحتفل بهذا اليوم السعيد معاً”. وكان ذاك ما فعله فوسي.