وكانت أفضل فترات اليوم لديها هي فترة ما بعد الغروب، حين يسدل الليل ستاره ويحل الظلام. عندها تعرف ونقاري أن الوقت قد حان للعودة إلى المنزل فتحث خطاها إلى البيت متبعة المسالك الضيقة عبر الحقول، عابرة الأنهار التي تعترض طريقها.
كانت ونقاري فتاة ذكية وكانت شغوفة بالذهاب إلى المدرسة لكن أمها وأباها أراداها أن تبقى في المنزل لإعانتهما. لكن عندما بلغت سن السابعة من عمرها استطاع أخوها الأكبر إقناع والديها بأن يسمحا لها بالالتحاق بالمدرسة.
شغفت ونقاري بالدراسة وكانت كلما قرأت كتاباً زاد شغفها بالتعلم. وحققت ونقاري نتائج باهرة في المدرسة مما مكنها من مواصلة دراستها بالولايات المتحدة الأمريكية. فرحت الفتاة كثيرا وزادت رغبتها في التعرف على العالم.
تعلمت ونقاري العديد من الأشياء الجديدة في الجامعة الأمريكية وتلقت دروسا حول النباتات وكيفية نموها. استرجعت ونقاري ذكريات طفولتها عندما كانت تلعب مع إخوتها تحت ظل الأشجار في غابات كينيا الجميلة.
وبقدر ما كانت تزداد علماً ودراسة بقدر ما كان حبها لشعب كينيا يزداد ويتعمق. كانت تريدهم أن يكونوا سعداء وأحراراً، فكانت كلما زاد علمها، زاد تعلقها بموطنها.
وعندما أنهت ونقاري دراستها رجعت إلى كينيا، لكنها اكتشفت أن كينيا قد تغيرت: كانت المزارع الشاسعة تمتد في جميع أنحاء الأرض بينما لم يكن للنساء حطباً لطهي الطعام وكان الناس فقراء والصغار جياعاً.
عرفت ونقاري ما يجب عليها فعله. فعلمت النساء كيف يزرعن البذور، ونمت الأشجار وأصبحت النساء يبعن هذه الأشجار وبثمنها يعتنين بعائلاتهن. شعرت النساء بالسعادة، فقد ساعدتهن ونقاري على أن يكنَّ قويات فاعلات.